تسأل قارئة وتقول: زوجى رجل منظم جدا ولا يقبل التغيير بسهولة وبدأ يسألنى كثيرا هل وقع منى الطلاق أم لا؟
فأجيبه دائما بالنفى، ويعاود ويسألنى ثلاث مرات وأقول كل مرة نفس الإجابة، وتفشل كل المحاولات لإقناعه بأن الطلاق لم يقع ويظل يتنقل من شخص إلى شخص فى أسرته يسأله.
ثم ينتقل إلى علماء الدين يلح عليهم فى السؤال حتى يضيقوا به وبإلحاحه فينهروه أو ينصحوه بالذهاب لطبيب نفسى ما هى هذه الحالة؟
تجيب عن السؤال الدكتورة هبة عيسوى، أستاذ أمراض الطب النفسى بجامعة عين شمس، قائلة:
زوجك يعانى من الوسواس القهرى فى الطلاق، حالات الوسوسة فى الطلاق فى مجتمعاتنا عديدة وكثيرة الأشكال لكنها كلها تدور حول محور واحد هو التشكيك فى وقوع الطلاق بينما هو لم يقع.
ويأخذ ذلك شكلا من أشكال الفكرة التسلطية ثم تعقبه أفعال قهرية شتى تختلف من مريض إلى مريض وهو الخوف الشديد من التلفظ بالطلاق بشكل صريح أو بالتلميح، والرعب الهائل من أن يكون الطلاق قد حدث بسبب ذلك، وهنا لا يكف الوسواسى عن سؤال من حوله هل وقع منى الطلاق أم لا؟
ولعلاج هذه الحالة يفضل الاتجاه إلى العلاج الدوائى إلى جانب العلاج السلوكى، ومن الأدوية المستخدمة فى هذه الحالات السرترالين والفافرين وكذلك الإنفرانيل وهو من مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة وغالبا ما يحتاج مريض الوسواس القهرى لجرعات علاجية عالية وفترات علاج طويلة قد تصل إلى سنة.
و فى بعض الحالات تظهر أعراض اكتئاب كأعراض ثانوية لمرض الوسواس القهرى مما يزيد من فترات العلاج الدوائى ومن العلاجات السلوكية الفعالة هى طريفة الكف عن التفكير من الطرق السلوكية المتبعة التى لها أثر كبير فى علاج الحالة.
الكاتب: عفاف السيد
المصدر: موقع اليوم السابع